التبرج ومغبته
إن التبرج سبب لفساد المرأة المسلمة، ومن ثم لفساد المسلم والأمة تبعا لذلك.
ولذلك فلابد أن تعلمى يا أختاه أن :
التبرج دعوة إبليس
قال تعالى : "يا بنى آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنه ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواءتهما إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين يؤمنون" (الأعراف:27) فإبليس هو أول من دعا إلى التبرج فوظيفته هتك الأستار وكشف السواءت وإشاعة الفواحش بين المؤمنين والمؤمنات.
التبرج ثقب كبير فى جدار العبودية
فإن المتبرجة عاصية لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جاءها الأمر بالحجاب فأبت أن تذعن لأمر الملك جل جلاله وأتبعت هواها واتخذته إلها من دون الله.
التبرج حرمان من دخول الجنه
قال صلى الله عليه وسلم :"كل أمتى يدخلون الجنه إلا من أبى" فقالوا
: يا رسول الله من يأبى؟ قال : "ومن أطاعنى دخل الجنه ومن عصانى فقد أبى" (رواه البخارى).
التبرج من عمل الجاهلية الأولى
قال تعالى :"وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" (الأحزاب :33) فليس التبرج فى لبس القصير أو الشفاف فحسب، بل إن خروج المرأة لغير ضرورة وبدون محرم واختلاطها بالرجال فى الأسواق تبرج ومن أفعال الجاهلية التى نهى عنها الشارع.
التبرج علامة على فساد الفطرة
إن فطرة الإنسان تميل دوما وأبدا إلى الستر.. أما التعرى والتكشف فهو فطرة حيوانية لا يميل إليها أصحاب الفطر السليمة.
ولذلك فإنه كلما ازداد منسوب الإيمان فى قلب المرأة كلما ازادات حاجتها إلى ستر بدنها لأن قلبها قد ازداد تعلقا بربها عز وجل الذى أمرها بالستر والعفاف.
التبرج يجلب الطرد من رحمة الله
قال صلى الله عليه وسلم : "سيكون من آخر أمتى رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم
كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن معلونات". (رواه أحمد وصححه أحمد شاكر).
التبرج مقترن باكبر الكبائر
لقد روى أن أميمه بنت رقيقه جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعة على الإسلام فقال صلى الله عليه وسلم " أبايعك على أن لا تشركى بالله شيئا ولا تسرقى ولا تزنى ولا تقتلى ولدك ولا تأتى ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحى ولا تبرجى تبرج الجاهلية الأولى" (رواه أحمد بسند حسن).
التبرج يقود المرأة إلى النار
لقوله صلى الله عليه وسلم : "صنفان من أهل النار - وذكر منهما - ونساء كاسيات عاريات" (رواه مسلم).
التبرج عواقبه وخيمه
فمن بين تلك العواقب الوخيمة :
- شيوع الفواحش والرذيلة فى المجتمع.
- تدمير الرجال والنساء وصرفهم عن الأخلاق الحميدة.
- جعل المرأة سلعة رخصية.
- انهياء الاقتصاد
الإسلامى.
- التفكك الأسرى وانعدام الثقة بين أقرادها.
- انتشار الأسقام والأمراض لشيوع الفواحش فى المجتمع.
- إهمال الواجبات الدينية وترك الجهاد.
- نزول العقوبات على الأمة فى الدنيا إضافة إلى عذابها فى الآخرة.
التبرج من علامات النفاق
قال صلى الله عليه وسلم : "وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم". (رواه البيهقى وصححه الألبانى).
التبرج من صنع اليهود
إن بيوت الأزياء اليهودية التى تنشر التبرج بين نساء المسلمين من خلال ما يسمونه بالموضه، وبكل أسف فإن أكثر المسلمات يستمعن لنداء اليهود ولا يستمعن لنداء رب السماوات والأرض "فإنا لله وإنا إليه راجعون".
التبرج دعوة لإشاعة الفواحش
فإن المرأة إذا خرجت استشرقها الشيطان فيراها الشاب المسلم فتكون سببا لفتنته، بل ولصرفه عن
دينه... ولذا قال تعالى : "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والأخرة" (النور :19). وكم سمعنا عن فواحش قد ارتكبت ومحارم قد انتهكت بسبب تبرج النساء.
فنسأل الله أن يرد نساء المسلمين إليه درا جميلا.
أختاه .. تدبرى وتأملى
هذه بعض شبهات المتبرجات والرد عليها فى أبسط عبارة :
- تقول المتبرجة : إننى أحب الله وهذا يكفى.
نقول لها : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) (آل عمران : 31).
- تقول : إن الدين يسر.
نقول لها : "يريد الله بكم اليسر" (البقرة :185).
ولقد أمر الله بالحجاب للتيسير.
- تقول : إن التبرج أمر هين.
نقول لها : "وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم". (النور : 15)
- تقول : أننى صغيرة وسوف أتحجب عندما أكبر.
نقول : الموت لا يعرف صغيرا ولا
كبيرا.
- تقول : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" فقد يحرمك الله من الزواج.
- تقول : إن زوجى لا يرضى بالحجاب.
نقول : "لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق" (رواه أحمد وصححه الألبانى).
- تقول : أتحجب عندما أقتنع بالحجاب.
نقول : "وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم". (الأحزاب :36).
- تقول : إن الحجاب يعوق عن العمل والتعليم.
نقول : عفة المرأة أعظم من كل شئ ورضا الله وجنته أغلى من كل شئ.
- تقول : أخشى من سخرية الناس.
نقول : لك الفخر والمثوبة، فلقد استهزءوا بالنبى صلى الله عليه وسلم فهذا هو طريق الأنبياء والصالحين.
- تقول : لا اطيق الحجاب فى الصيف والحر.
نقول : "قل نار جهنم أشد حرا" (التوبه : 81).
- تقول : المجتمع كله هكذا.
نقول : "تلك والله
أسوأ مقالة لأهل النار فقد قالوا : "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" (الزخرف :23). وقال تعالى : "وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله" (الأنعام : 116).
- تقول : إن طهارة القلب تغنى عن الحجاب.
نقول : لو طهر القلب لاستقامت الجوارح فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب". (متفق عليه).
أختاه : كانت هذه بعض شبهات المتبرجات والرد عليها فى إيجاز خشية الإطالة.
وها هى الشروط التى يجب أن تتوافر فى حجاب الأخت المسلمة :
1- استيعاب جميع البدن.
2- أن لا يكون زينة فى نفسه.
3- أن لا يكون مبخرا أو مطيبا.
4- أن لا يكون ضيقا يصف شيئا من جسدها.
5- أن يكون صفيقا لا يشف " أى يكون سميكا لا يكشف جسدها".
6- أن لا يشبه لباس الرجال.
7- أن لا يكون لباس
شهرة، وثوب الشهرة هو الثوب الذى يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس.
8- أن لا يشبه لباس الكافرات.
فقد قال صلى الله عليه وسلم :"من تشبه بقوم فهو منهم" (رواه أبو داود وصححه الألبانى".
فهذه هى شروط الحجاب فى إيجاز شديد.
أختاه : أعلمى أن الحجاب امتثال لأمر الله جل وعلا، وذلك فلابد أن تتوافر فيه الشروط التى أسلفناها وذلك لأننا نرى فى تلك الأيام حربا على الحجاب باسم الحجاب فنجد أن بعض بيوت الأزياء تعرض لنسائنا حجابا "بينه وبين الحجاب حجاب" فهو دعوة لتبرج الحجاب وللحجاب المتبرج.. فابحثى يا أختاه عن الحجاب الذى يرضى عنك الله عز وجل.
فهيا أيتها الأخت المؤمنه الصابرة فى زمن الغربة الثانى .. أفتحى صفحة جديدة مع الله وتذكرى قوله تعالى : "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" (الحديد :16).
[size=12]الله لقد آن الآوان يا أختاه لتتوبى وترجعى إلى ربك ولسان حالك ومقالك : "وعجلت إليك رب لترضى" (طه : 84).
وإياك أن تقنطى من رحمة الله فإن رحمته
وسعت كل شئ فتذكرى قوله : "قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب حميعا إنه هو الغفور الرحيم" (الزمر : 53).
الأربعاء 14 نوفمبر - 10:51
